حسب الجيورنالي الايطالية : أولويات ايطاليا في ليبيا .. حكومة + قائد جيش ..الوصول قبل الحلفاء الى الشواطئ الليبية

 المختار العربي – الجيورنالي

في ليبيا لدينا حكومة حليفة ، ولدينا أيضا عدو اسمه تنظيم الدولة الاسلامية . الحرب ، وعندما نذكر الحرب فإننا سنتذكر فرنسا -التي تعيد تزويد طائراتها بالوقود فوق المتوسط – وبريطانيا

على ايطاليا أن تبحث عن قائد وجيش قادران على محاربة هؤلاء الاعداء (الدولة الاسلامية)

فيما تحاول ايطاليا بجهد لإعطاء حكومة التوافق برئاسة فايز السراج  الحد الأدنى من القوة السياسية المطلوبة لادارة البلاد، تبدو واشنطن ولندن وباريس متفقة فيما بينها على ضرورة التدخل العسكري الحاسم لمحاولة احنواء امتداد تنظيم الدولة على الأرض في ليبيا ويبدو أن إيطاليا في طريقها لأن يتم تحييدها وتهميشها من جديد ، فبينما يتم تشتيت الجهود الايطالية بين الفصائل الليبية التصارعة ، لن يكون في امكان ايطاليا أن تنافس بوارج وطائرات الحلفاء ، ويبدو أن الحل الوحيد لهذا الخلل “الفسيولوجي” اسمه : خليفة حفتر ، الذي يبدو أنه الوحيد في ليبيا الذي يملك ما يمكن أن نطلق عليه قوات نظامية

 ولكن يبدو أن الوسيلة الوحيدة لدعم حكومة السراج هو ابرام اتفاق مع هذا الجنرال الذي يشغل الان منصب القائد العام للقوات المسلحة التابعة لبرلمان طبرق ، وسيكون هو الوحيد القادر على ضمان نوع من السيطرة الميدانية لإيطاليا عندما يبدأ الحلفاء عملياتهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية . بالطبع محاولة كسب مودة الجنرال حفتر لن يكون بالامر السهل وهو الذي وجد نفسه ينتقل من كونه أحد القادة العسكريين المرموقين في نظام القذافي في السبعينيات والثمانينيات إلى معارض له في تسعينيات القرن الماضي ، خصوصا مع وجود دول أخرى مثل مصر والامارات العربية المتحدة وروسيا التي التزمت على مدى العامين الماضيين بتسليح الجيش الليبي الذي يقوده حفتر في حربه ضد الاسلاميين المتشددين ، ومنافستهم لكن تكون بالامر السهل ، ولكن ايطاليا تستطيع أن تقدم له شيئا آخر ؛ منصب وزير الدفاع في حكومة السراج

وفي هذا السياق ، لوحظ أن السراج الذي خاطر بحياته هو وعدد من نوابه عندما قام بزيارة خاطفة لليبيا لتقديم واجب العزاء في ضحايا التفجيرات الأخيرة ؛ قام باعلان دعمه العلني لجهود الجيش الليبي بقيادة حفتر مع ملاحظة تنديد حكومة طرابلس بالزيارة الذي يضعها في موقف مضاد لحكومة السراج . إلا أن خليفة حفتر أوضح في مناسبات عدة أنه لن يكون في موقع المتلقي لأوامر سواء من الامم المتحدة أو حلف الناتو ، وربما سيكون باستطاعة ايطاليا في هذا المجال بالذات أن تلعب دور الوسيط والضامن لاتفاق من شأنه أن يعطي الغطاء الوطني اللازم لاقناع الجنرال حفتر بالانضمام لحكومة التوافق برئاسة السراج

بلا شك ، الوصول لمثل هذا الاتفاق لن يكون سهلا ولكنه لن يكون مستحيلا ، خصوصا اذا ما ساندته الدول التي تدعم الجيش الليبي كمصر وروسيا . هذا الاتفاق من شأنه بالتأكيد أن يضعف من موقف حكومة طرابلس الحالي، وسيكون بمثابة رمانة الميزان في الواقع الليبي المعقد ، وسيمكن ايطاليا في نفس الوقت من نشر القوات البرية اللازمة على الارض لضمان نجاح حكومة السراج في القيام بمسؤولياتها من طرابلس ، وستكون قادرة في نفس الوقت على حماية استثمارات شركة ايني ومنشآتها في منطقة مليتة وما حولها

ترجمة المختار العربي

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر