مؤشرات تصدع التحالف الأوروبي ـ الأطلسي .. قبالة الساحل الليبي

بروكسل  ـ المختار العربي ـ متابعة 

ضد تنظيم «داعش» في ليبيا. ووافقت القمة الأطلسية رسميًّا على تقاسم إدارة ملف الهجرة وحظر السلاح قبالة الساحل الليبي مع قوات عملية «صوفيا» الأوروبية، وسط مناخ فعلي من انعدام الثقة بين الطرفين

وقبل الاتحاد الأوروبي بعد مفاوضات دقيقة مع مسؤولي «ناتو» قادتها الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن، فيدريكا موغيريني، باستنساخ دور الحلف الأطلسي في بحر إيجه في مواجهة اللاجئين، ونقله قبالة الساحل الليبي وسط البحرالمتوسط

الخلافات تتصاعد

ويتضح بعد لقاءات أوروبية – أطلسية أُجريت في وارسو أن الخلافات تصاعدت بين الشريكين بسبب ما يعتبره الأوروبيون سعيًا من «ناتو» للهيمنة على إدارة الوضع قبالة ليبيا، وحدوث نوع من «الازدواجية» بينهما في تجاوز واضح لإطار الاتفاق المبدئي الذي توصلا إليه في بروكسل

وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن لقاءً ثلاثيًّا جمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بالأمين العام لـ«ناتو»، ينس ستولتنبيرغ، في العاصمة البولندية وفيدريكا موغيريني، كُرس بالكامل لبحث الدور الأطلسي الأوروبي قبالة ليبيا، ولكن الخلافات تظل قائمة بين الطرفين

ووفق المصدر نفسه، فإن حلف «ناتو» لم يبلغ الأوروبيين بتفاصيل دوره المقبل قبالة ليبيا إلى الآن رغم انطلاق الاتصالات بين الطرفين منذ عدة أسابيع حول هذه النقطة المحددة

ويريد الحلف الاحتفاظ بهامش تحرك مستقل يمكِّنه من الولوج لمرحلة مقبلة من إدارة الشأن الليبي، وأهمها إحباط خطط الاتحاد الأوروبي لتنفيذ مهام تدريب وتأهيل الأجهزة الأمنية الليبية، وكذلك إدارة ملف التسليح. وحاول الرئيس الأميركي شخصيًّا طمأنة فيدريكا موغيريني بشأن وجهات «ناتو»، لكن إعلان البحرية الأميركية تنفيذ أول ضربات لها في ليبيا بدأت بيوم 28 يونيو الماضي يعكس أن الحلف والولايات المتحدة يدخلان مرحلة جدية ومتقدمة من إدارة الوضع الليبي، وعلى حساب الاتحاد الأوروبي ودوله

تحرك مستقل للناتو

وقال أوباما لموغيريني: لن تكون هناك ازدواجية بين الدورين الأطلسي والأوروبي .. ولكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال بدوره في وارسو إن دعم (ناتو) عملية (صوفيا) قبالة ليبيا لا يعني عدم قيام الاتحاد الأوروبي بدعم قدراته الدفاعية الخاصة

ويخشى الفرنسيون أن ينقل بعض الأوروبيين، خاصة الألمان مجهود مشاركتهم في عملية «صوفيا» إلى عملية الناتو

وقال حلف شمال الأطلسي في بروكسل إن تجربته التي بدأت الخريف الماضي في إدارة ملف اللجوء والهجرة في بحر إيجه أتت ثمارها بشكل سريع وأثبتت امتلاك الحلف وسائط متقدمة يفتقدها الأوروبيون، وإن تردد الاتحاد الأوروبي في إدارة الوضع الليبي يمثل أحد أسباب تفاقم الأزمة

وأطلق الحلف الأطلسي على عمليته قبالة ليبيا اسم «حارس البحر»، في موقف واضح للنأي بنفسه عن عملية «صوفيا» الأوروبية والتمييز بين الحالتين

وتنطلق العملية الأطلسية في سبتمبر ويصر المسؤولون الأطلسيون على القول إنها لا تستهدف فقط مراقبة الوضع الليبي ولكن بسط الاستقرار بشكل عام في مجمل الجنوب المتوسطي، وهو طموح يتجاوز خطط الاتحاد الأوروبي

وكالات 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر