اليمن بعد مقتل علي عبد الله صالح

 تاريخ ٢٠١٧/١٢/٤ سيكون ايضاً تاريخ ليمن في حال جديد ،في حال آخر ، جديده انه يَمنْ دون على عبد الله صالح . أثَرهُ في اليمن و في المنطقة لم يقتصر على سنين حكمه التي تجاوزت ثلاث عقود ، كان له صولات و أستدارات لافته و مزعجة و مريبة لخصومه و حلفاءه حتى وهو خارج السلطة لم يمهله مَلَكْ الموت طويلاً في مناورته الاخيرة ، لم يبدأ مشواره الجديد اذ داهمته ألمنّية . حتى في ميتته جدلٌ مابين عنوان شهيد عند البعض و عنوان خائن ! قُتِلَ قبله القذافي فرحلَ بعنوان دكتاتور مستبد و لقلة بعنوان شهيد . استدارته الاخيرة و كلمته الاخيرة وهو يخاطب التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية بفتح صفحة جديدة ويبشّر الشعب اليمني بالعودة الى المحيط العربي أسقطتْ عنه صفة الدكتاتور و منحته صفة الخائن ، جّلَ ما حَصِلَ عليه من محيطه العربي قبل مقتله هو لقب الرئيس السابق عوضاً عن الرئيس المخلوع ! لقبٌ لم ينعَمْ ببريقه طويلاً . لايمكن أنْ نتصوّر بأن انقلاب الرئيس السابق الراحل على شركاءه الحوثيين و كلاهما في شدّة الحرب و القتال مع قوات التحالف وليدة يوم او يوميّن ، لابّدَ مِنْ تحضيرات و استعدادات للموقف الذي أتخذه المرحوم !استعدادات و تحضيرات مع أطراف التحالف ،استعدادات و تحضيرات مع قواته و أتباعه في الداخل ، لم يك أقدامه دون سيناريوهات فكّر بها و توقعّها و هو الذي تمّرسَ في السياسية و اجادَ فن الخروج من المآزق و الإنفاق . هل خانّه الرفاق او خطأَ في حساب قوة و قدرة و حسم الحوثيين او عوّل على طائرات التحالف في حسم المعركة لصالحه ؟ صراحة، دون هذا و ذاك الاحتمال علينا أنْ نقبل بأحد التفسيريّن لشرح سرعة حسم المعركة مع صالح و لصالح الحوثيين : إمّا نصرٌ الهي جديد وهذه المرّة لانصار الله و ليس لحزب الله ، و إمّا الصاروخ او الرصاص او الساعد الذي اصاب المرحوم هو من صنع ايران ، طالما كل ما يحدث في المنطقة -وحسب الاهواء السائدة – لابدَّ ان يكون لإيران فيها نصيباً . ما كسبوه أطراف التحالف من اجل الشرعية في اليمن من استدارة علي عبد الله صالح و انقلابه على شركاءه او على الحوثيين هو شئ واحد : لم يخسروا وقتهم ، لم يمضوا وقتاً طويلاً في سكرات الأمل .كانت خاتمة المقلب او السناريو سكرات موت . و مَنْ مات ليس فقط الرئيس السابق علي عبد الله صالح وانما ايضاً مشروع الانتصار في اليمن عن طريق علي عبد الله صالح بعد ان فشلت الحرب . يأس التحالف من الفوز بالحرب قادهم على ما يبدوا الى التفاهم و التعاون و التنسيق مرّة اخرى مع عدو الامس (علي عبد الله صالح ) من اجل التخلّص من الحوثيين و أنصارهم . و الترحيب بالعودة كان شعور مشترك بين صالح و التحالف ؛ للأول العودة كانت عودة للمحيط العربي وللطرف الثاني (التحالف) العودة كانت عودة الرئيس السابق الى اليمن . حتى ان وزير خارجية اليمن (حكومة الرئيس الشرعي ،الرئيس هادي ) خرج بتصريح مستبشراً بأستدارة الرئيس السابق علي عبد الله صالح و قال فيه بأنَّ اليمن ستكون اول دولة عربية تحررّت من النفوذ الايراني ! فشل انقلاب او محاولة علي عبد الله صالح والذي هو فشل لمحور التحالف الذي يقود الحرب ضّدَ اليمن يتسلسل ثالثاً في مسيرة الاحداث المريبة و الفاشلة التي طالت قبل أسابيع المنطقة : الاستفتاء غير الدستوري في اقليم كردستان العراق ، استقالة الحريري خلال إقامته في السعودية وتدخل فرنسا للسماح له بالعودة . غياب صالح من مشهد اليمن فيه قوة للحوثيين ، قوة سياسية و عسكرية . كانت الشراكة بينه وبين الحوثيين قوامها الشك و الريبة و التربص . القرار اصبح الآن بيد الحوثييين وحلفاءهم من الموتمر الشعبي . مستقبل الحوثيين في اليمن يتوقف على سلوكهم و برغماتيتهم و استعدادهم للشراكة و التوافق وعدم احتكار السلطة ؛ يتوقف على قدرتهم في الحفاظ على الأمن و إدارة مرافق

د.جواد الهنداوى فى 4/12/2017

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر