أمين سر البرلمان السوري يكشف سر منظومة الـ S 300 بالنسبة لسوريا وتأثيرها على الكيان الصهيوني

قال أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود لـ المختار العربي نعتقد أنّ مشهد المواجهة الكبرى الحاصلة على مستوى الاقليم أكبر ممّا تخيّل أو تصوّر الإعلام، في كلّ مستوياته واصطفافاته، خاصة حين نستطيع أن نفهم أو نحيط بما يريده الجانب الروسي أو بما يريده الجانب الإيراني أو حتى بما يريده الجانب السوريّ من هذه المواجهة الكبرى..

وأوضح العبود  أن عنوان “مكافحة الإرهاب” كان أساسيّاً في هذه المواجهة، حيث أنّ هذا الحلف الثلاثيّ، ونعني به: “السوريّ – الايرانيّ – الروسيّ”، قدّم نفسه على أنّه يواجه الفوضى التي استعملها الجانب الأمريكيّ سبيلا للوصول إلى إعادة إنتاج المنطقة وفق تطلعات وأطماع أمريكية..

وقال العبود لا نعتقد أنّ “الروسيّ” عندما وقف إلى جانب “السوريّ” كان يقف للدفاع عن “السوريّ”، وذلك بالمعنى الذي سوّق له الإعلام حينها، وإنّما نرى في هذا الاصطفاف “الروسيّ” استثماراً في صمود وتضحيات “السوريّ”، خاصة وهو ينجز تحالفاته الإقليمية التي بدت واضحة “للروسيّ” أنّها تحالفات تؤسّس لخرائط إقليمية لا يمكن “للأمريكيّ” أن يمرّر أهدافه من خلالها..وكذلك الأمر بالنسبة “للجانب الإيرانيّ” فقد اعتبر أنّ حليفه “السوريّ” يخوض معركة هائلة في مواجهة “الأمريكيّ”، فانخرط إلى جانب “السوريّ” بعد أن افسح “السوريّ” إمكانية القيام بذلك، وهي خطوة هامة شكلت نسقاً في مواجهة إمكانية اتساع رقعة النار الإقليمية..

وأردف أمين سر البرلمان السوري خالد العبود “لقد أسّس “السوريّ” بكفاءة عالية أنساق اصطفافات متعدّدة كانت رئيسيّة في تفتيت وتفكيك “مشروع العدوان الأمريكيّ”، في ظلّ أهداف متباينة لكلّ من مكونات هذه الأنساق أو هذه الاصطفافات، غير أنّ الجامع فيما بينها جميعاً لم يكن الارهاب، كما كان يتصوّر كثيرون، وإنّما الهدف الجامع الأرأس يكمن في الحدّ من حضور “الأمريكيّ” إقليميّاً، وهو الهدف الذي تستند عليه كافة الأهداف والمصالح الفرعية لكل من مكونات هذه الاصطفافات..

وبين العبود أنه يمكن الجزم بأنّ الهدف المشترك لحلف مواجهة أو مكافحة الارهاب يتمثّل في هزيمة الجانب الأمريكيّ”، لكنه في ظلّ ذلك هناك أهداف فرعية متصلة بهذا الهدف الأهم، ومثاله دخول الجانب الإسرائيلي” على خطّ الاشتباك محاولة منه للتأثير على خارطة ميدان أنجزها  الجانب السوريّ” إلى جانب حلفائه في حلف المقاومة، وهي خارطة سوف تؤثر على قواعد الاشتباك الحاكمة لطبيعة الصراع العربيّ الصهيوني..

كذلك بالنسبة للاشتباك الفرعي الذي كان يحصل مع أنظمة الإقليم، وخاصة الخليجية منها، فلم يقع الحلف: “السوريّ – الايراني – الروسي” في فخّ مواجهتها بعيداً عمّا كان يفعله “الأمريكيّ”، حيث كان واضحاً لهذا الحلف جيّداً انّ المحرّك الرئيسيّ لكل الحاصل على مستوى المنطقة يتمثّل في الفعل “الأمريكيّ” تحديداً..

وعليه بات واضحاً انّ الأدوار وزّعت بشكل دقيق بين أقطاب هذا الحلف، تكريساً للهدف الأساس الذي يتمثّل بهزيمة الولايات المتحدة، حيث أدى “الروسيّ” دوراً هاماً باتجاه ذلك، كما أنّ “الايرانيّ” ساهم مساهمة خلاقة.

وكشف العبود ان الحلف الصاعد كان يمضي باتجاه انهاء الحضور “الأمريكيّ” حين كان “الإسرائيلي” يحاول الدخول على خطّ المواجهة، وهذا الدخول لم يكن مؤثراً على “السوريّ” وحده، لكنه كان يؤثر على نتائج المعركة التي يحتاجها “الروسيّ” أيضاً، وهو ما دفع الحلف كي يضع حدّاً لهذا الدخول “الإسرائيليّ”!!!.. فكانت منظومة الدفاع الجوي S 300

لم يكن ال “300 s” إلا أداة الكبح التي يمكنها ان تمنع هذا الدخول والاحتكاك الذي يقوم به “الاسرائيليّ” مع “السوريّ”، غير أنّ هذه الأداة، في تقديرنا، كانت في يد “السوريّ” ومنذ فترة زمنية بعيدة، لكنّ اتفاقاً أساسيّاً وتكتيكاً عسكريّاً -سياسيّاً معيناً كان يحدّد طبيعة السلاح الذي يجب أن يستعمل في مواجهة “الإسرائيلي”، ومنع تطور هذه المواجهة مخافة أن تسيء إلى الاستراتيجية التي وضعها الحلف سبيلا إلى هزيمة “الأمريكيّ”، لهذا أبقى على سلاح محدّد يشاغل فيه ومن خلاله احتكاكات “الإسرائيليّ”!!.

كان مطلوباً الا يتطوّر هذا الاحتكاك من حين لآخر، وكان مطلوباً ألا ينجح “الاسرائيليّ” في أخذ الحلف إلى المكان الذي يريده، ويمنعه من تحقيق هدفه الأساس، حيث حافظ “السوريّ” على إيقاع محدّد لمشاغلة “الإسرائيليّ”، في حين انّ حليفيه الآخرين كانا يعملان على تحقيق أهداف اخرى تتعلق بالاقتراب من عزل وتخليص “الامريكيّ” من كلّ أوراقه على مستوى المنطقة..

لم يعد الحلف من خلال “السوريّ” قادراً على مشاغلة “الإسرائيليّ”، حين بدأ الأخير بتوفير هامش استثمار يمكّن أطراف العدوان من التأثير على هدف الحلف: “السوريّ – الايرانيّ – الروسيّ”، في الوصول إلى طرد “الأمريكيّ” كليّاً من المنطقة!!!..

من هنا، من هذه النقطة بالضبط، كان لا بدّ من الانتقال إلى مرحلة جديدة من طبيعة المواجهة مع “الإسرائيليّ”، وهي المرحلة التي تمنع الأخير من التأثير على صيرورة الوصول إلى هدف الحلف الأساسيّ!!!..

وختم العبود حواره مع المختار العربي بقوله : الآن هناك مرحلة جديدة للجم “الإسرائيليّ” عن إمكانية التأثير في استراتيجية الحلف الثلاثيّ، لجهة هزيمة الإدارة الأمريكية في مفصل المواجهة السوريّ، وهو العنوان الرئيسيّ للمرحلة الجديدة، والتي كان يحتاجها الحلف، عندما استطاع “الإسرائيليّ” أن يؤثر على هدف الحلف: “السوريّ – الإيرانيّ – الروسيّ”، في إعادة إنتاج خارطة استقرار الإقليم بعيدا عن تأثير الولايات المتحدة الأمريكيّة، مؤكدا نجاح الحلف في تحييد تأثير الاحتكاك “الإسرائيليّ” على أهداف سوريّة، لكن هذا سيدفع “الإسرائيليّ” وحلفاءه للبحث عن مواقع احتكاك جديدة، واشتباك جديدة، للتأثير على استراتيجية “حلف مكافحة الإرهاب” من الوصول إلى هدفه الأرأس في انتاج استقرار المنطقة بعيداً عن أطماع الإدارة الامريكية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر