من يحل لغز انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من دير الزور ؟؟

علامات استفهام كثيرة تحوم حول تصرف قوات سوريا الديمقراطية بانسحابها من منطقة دير الزور التي كانت على شفا التطهير من براثن تنظيم داعش الإرهابي

تنظيم “داعش” الإرهابي قلَب خلال الأيام الماضية، كفّة المعارك في ريف دير الزور الشرقي لصالحه، وذلك بعدما شن هجوماً غيّر التطورات الميدانية على الأرض.

وشنَّ تنظيم “داعش” هجوماً غير مسبوق، كان الأعنف منذ سنوات، بحسب ما أكد ناشطون، استهدف خلاله مواقع “قوات سورية الديمقراطية”، التي كانت تشنَّ هجوماً ضدّه، ما أسفر عن استرجاع التنظيم مناطق واسعة كان قد خسرها سابقاً.

وجاء هجوم التنظيم بالتزامن مع حملةٍ عسكرية كبيرة تشنّها مليشيات “قوات سورية الديمقراطية”، ما يعني أنّ هجمات التنظيم كانت معاكسة ضمن معركة، ولم تكن مفاجئة، ما وضع المراقبين العسكريين في حيرة من أمرهم حول أسباب هذا الهجوم الذي تكلّل بالنجاح، لا سيما مع المكاسب الميدانية الواسعة التي حقّقها التنظيم.

بدوره رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي حذر ، اليوم الثلاثاء، من انسحاب “قوات سوريا الديمقراطية” من مناطق كانت تسيطر عليها في محافظة دير الزور السورية قرب الحدود مع العراق.

وقال الأعرجي في تصريح لوسائل إعلام سورية إن انسحاب قوات سوريا الديمقراطية وانتشار داعش بدلا عنها، أمر يحمل أكثر من علامة استفهام خصوصا وأن ذلك حصل بالقرب من الحدود العراقية السورية.

وأضاف رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي أنه “علينا الحذر والاستعداد دوما”.

وكان رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، أكد أمس الاثنين، أن نشاط عناصر تنظيم “داعش” في سوريا يشكل خطرا على الأراضي العراقية.

وأوضح المحلّل العسكري العميد الركن أحمد رحال أن “تكتيك داعش العسكري يشهد منذ أشهر تحسّناً في منطقة ريف دير الزور الشرقي”، موضحاً أن أساليب التنظيم العسكرية “تطوّرت بشكلٍ ملحوظ، وظهرت عليها الخبرة في التعامل مع الحملة ضده”.

وأوضح رحال أن الهجوم الذي شنّته “قسد” على مواقع “داعش”، الأربعاء الماضي، كان “خاطئاً من الناحية التقديرية، بسبب عدم قيام القوات المُهاجمة بدراسة المنطقة بشكلٍ كافٍ، كما لم تقدم عملية تقدير للموقف ودراسة الحالة، وهي من الخطوات الأساسية التي يتم عملها قبل البدء بأي هجوم عسكري، حيث تتم دراسة الخريطة الميدانية والحالة العامة للمنطقة وللعدو قبل الهجوم”.

وأوضح الخبير أنّه “تزامناً مع الهجوم، كانت هناك عاصفة رملية ضربت مناطق ريف دير الزور الشرقي”، لافتاً إلى أن هذه العاصفة “تخدم التنظيم بشكلٍ كبير خلال المعارك، لأنّها من جهة تعيق تقدّم القوات المُهاجمة وتمنعها من التوغّل العسكري، كما أنها تؤدّي إلى منع الطيران الحربي من التحليق، وإن حلّق، فإنّها تمنعه من القصف على أهداف محكمة”.

ولفت رحّال إلى أن التنظيم “أقدم بالتزامن مع العاصفة على حرق النفط الخام وحرق إطارات السيارات المطاطية، ما منع الرؤية بشكلٍ كامل عن طيران التحالف ونجح التنظيم في شل حركة الطيران في تلك المنطقة”.

وأوضح رحّال الذي يُتابع سير المعارك في ريف دير الزور أن “المناطق التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية خلال الأيام الماضية، وطردت داعش منها، كانت ملغّمة بالكامل، حيث انسحب التنظيم من تلك المناطق، وقام بتفجيرها خلال وجود قسد هناك، ما جعل إعادة الهجوم أمراً شبه ناجح من الناحية العسكرية”.

وختم بأنّ السبب الرئيسي لهذه الانتصارات الميدانية للتنظيم “يعود إلى عدم وجود إرادة دولية لإنهائه بشكلٍ كامل، كونه لم تنته مهمّته الدولية بعد”، بحسب تعبيره، معتبراً أنّه “عندما يكون هناك قرار دولي جدّي بالقضاء على التنظيم، فإن السيطرة على مناطقه ليست صعبة”. ورأى أن “الولايات المتحدة تحمّل روسيا مسؤولية محاربة التنظيم، والعكس، لكن لا يوجد قرار بالقضاء عليه”.

وأشارت المصادر إلى أن الهجوم أسفر عن استعادة التنظيم مناطق واسعة، وقتل العشرات من عناصر “قسد” وأسر آخرين.

وفي المقابل أعلنت فصائل الحشد الشعبي العراقية حالة التأهب القصوى على الحدود العراقية السورية، مؤكدة وجود محاولات لتسلل عناصر من تنظيم “داعش” إلى العراق، أثناء معارك تدور داخل الأراضي السورية بين داعش وفصائل كردية في دير الزور.

تقرير: مصطفى العطار

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر