خبراء جزائريون يحذرون : ليبيا فجرت أجواء الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا

نظمت جامعة الجزائر اليوم الاحد ملتقى دوليا حول  الأوضاع الحالية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا: المشاكل واقتراح الحلول.

وخلال الملتقى حذر خبراء وباحثون جزائريون من تحويل ليبيا الى فضاء تنافس بين القوى الكبرى الساعية لتوسيع نفوذها وفق أجندات سياسية وأمنية ما قد يتسبب في نشوب توترات لا نهاية لها وانتشار الإرهاب وتجارة السلاح.

وخلص الباحثون إلى تفجير الموقع الجيو استراتيجي لليبيا أجواء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا و جعلها منطقة صراع على النفوذ بين الدول الكبرى.

و اعتبرت الباحثة الجامعية عتيقة بن يحيى بجامعة تيارت الجزائرية ، النفوذ الروسي أقل مقارنة بالأميركي، إذ كان حلف الناتو سباقاً للتدخل في ليبيا، إلا أنه لا ينفي استمرار موسكو في محاولة التموقع عبر المشاريع المعطلة في ليبيا على غرار الطاقة والسكك الحديدية، لغرض إيجاد موطئ قدم في المنطقة ككل، مما يلغي أي محاولة لاستبعاد الدور الروسي في صناعة قواعد اللعبة السياسية الدولية.

ومن جانبها اشارت الباحثة الجزائرية أمغار سيليا إلى التغييرات الطارئة في ليبيا وتونس بعد “الربيع العربي” حيث أسفرت عن تغييرات أمنية انعكست على النطاق الاقليمي والدولي، بما ساعد على “انتشار الإرهاب وتمركز العناصر الإرهابية التي كانت تنشط في سورية والعراق في المنطقة.

كما أضافت أنه بعد انهيار نظام القذافي في ليبيا، وتدخل حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة، أصبحت البلاد «سوقا سوداء» لتجارة السلاح أثرت على الساحل والشرق الأوسط، إلى جانب «انتشار الجماعات الارهابية وتردي الوضع الامني، في ظل غياب مؤسسات دولة قوية، مما أثر على دول الجوار بينها الجزائر.

أما الخبير في العلاقات الدولية أنيس بوقيدر بجامعة الجزائر ، فأوضح أن سورية خرجت من سياق ما يعرف بـ«الربيع العربي»، وتحولت إلى منطقة صراع بين روسيا والولايات المتحدة، وساعد على ذلك موقعها الجغرافي الذي يكسب أي طرف نفوذا في المنطقة ككل، خصوصا بعدما تمكنت روسيا من استرجاع التعددية القطبية وكسر الانفراد الأميركي على الساحة الدولية.

وحول انعكاسات الصراعات في المنطقة على الجزائر، قال الباحث الجزائري جمال بوزادية أن مبدأ بلاده الرافض للتدخل الأجنبي في شؤون الدول، قابله نقيض في دول أخرى تحت مسمى «الحماية»، ما أجبرها على مواجهة التهديدات الحالية عبر توظيف الدبلوماسية وإرساء الشراكة مع افريقيا والولايات المتحدة وأوروبا من خلال “تبادل الخبرات والتدريبات لمواجهة ظاهرة الارهاب والجريمة العابرة للحدود خصوصا في منطقة الساحل».

وشهد الملتقى مشاركة أساتذة وباحثين من 23 جامعة جزائرية و3 جامعات أجنبية أجمع خلاله المشاركون على تحول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي تمزقها النزاعات والصراعات «تنافسا دوليا على الزعامة».

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر