طلبة المركز الجامعي بقابس : النشاط الثقافي بالمركز جعل منا أسرة واحدة

تونس – تقرير درصاف بن سعد

تم مساء يوم السبت 8 ديسمبر تنظيم تظاهرة اختتام الثلاثي الأول للموسم الثقافي 2019/2018 بالمركز الجامعي للتنشيط الثقافي و الرياضي بقابس (الجنوب الشرقي للبلاد التونسية) تحت عنوان(جبة و مالوف) بحضور عديد الطلبة الجامعيين و ثلة من اطارات و مسؤولين بالجهة.

و ان دل شعار التظاهرة على شيء فهو حتما يدل على التراث التونسي الثمين و هو ما أثبته تواجد معارض حرفية بالمركز .

ردا على تسائلي حول مدار اهتمام هذه التظاهرة الثقافية ، السيد محمد كامل البوشماوي مدير المركز الجامعي بقابس يجيب “هذه التظاهرة تندرج في اطار اختتام الانشطة الثقافية للثلاثي الأول و حاملا رسالة توعوية بأن التراث التونسي الأصيل لن يموت وأنه من الضروري اليوم احياء هذا القطاع و تسليط الأضواء عليه”

و أكد البوشماوي أن للتراث التونسي منافع كثيرة في حياة مواطني الجهة لحضوره كمورد رزق للبعض و كهواية فنية للبعض الآخر”

اثراءا لما صرح به مدير المركز ، المنسق العام سيف المشي و هو في الأصل طالب بالمعهد العالي للمنظومات الصناعية بقابس ، يضيف “يتضمن هذا الحفل عديد المقتطفات كالشعر و الموسيقى و الرقص و المسرح من انتاج الطلبة الناشطين بالمركز “

وجه سيف المشي كذلك دعوة مفتوحة لجميع الطلبة المتواجدين بالجهة للمساهمة في احياء الموروث الثقافي بتونس.

” .

الطريف في هذه التظاهرة أن بين الفقرة و الفقرة نجد طلبة يفاجئون الجمهور بتواجدهم بين مقاعد الجلوس بالقاعة يقدمون مادة فنية لفظية من ارتجالات و شعر أدبي و غناء شعبي، ما قتل الوقت الفارغ بين العروض الركحية التي في غالب الأحيان تكون مملة لتجعل المتفرج متحمس لمفاجأة جديدة يتفاعل معها عن قرب.

حكمة في اختيار الأماكن و بحث متميز في ترسيخ قواعد جديدة للتنظيم الداخلي للتظاهرة بنفس شبابي بامتياز.

لجنة تنظيم بلباس تقليدي كل عضو فيها يعرض لباسا تقليديا لموطنه الأصلي و هو ما جعلهم مختلفين عن العموم من المواكبين للحفل، منشط التظاهرة الطالب عبد الوهاب الغول الذي أثرى حضوره على الركح بلباس تقليدي و لهجة شعبية تمزج بين الجدية و الترفيه لغرابة الكلمات المنطوقة التي غابت عن أذهان التونسيين لسنين أو قد تكون حقا نكرة .

على امتداد هذا الحفل لم نرى قاعة الاستقبال قط فارغة فقد تواجد عديد الزبائن يطالبون بالشاي الذي يميز الجهة و “المطبقة” (نوع من المأكولات الخفيفة التقليدية) و الكسكسي و غيرها ..

ساعتان و الركح لا يعرف الهدوء، عروض مسرحية تحمل رسالة استياء لتجاهل الجيل الجديد للموروث التونسي العربي في ظل انصهاره في العالم العصري الغربي وأشعار بنغمة تحسر تجمع بين جمالية الماضي و رداءة قيم الحاضر

يمثل هذا المركز الجامعي منزلا مليئا بالحب ، هوية تونسية أبدية بها يتمسك الطلبة و يدافعون عنها غاية منهم في ترسيخها في أذهان المتقبل، نرى طلبة من جميع جهات البلاد خيروا العمل لسنين في مجموعات منهم من لم يعد الى منزله منذ شهور معدودة لمتابعة أنشطته .

طلبة المركز لا يعرفون للفشل طريقا و رغم الأوضاع المظطربة من حين الى آخر للبلاد صنعوا من الألم أملا و اختاروا من تونس و تراثها خير منهج لتحقيق أحلامهم تحت شعار “و على الأرض ما يستحق الحياة”

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر