خاص – المختار العربي
تحركت أمس السبت قوات تابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بأوامر من المشير خليفة حفتر نحو منطقة الهلال النفطي بدعوى زيادة قوة خط الدفاع تحسباً لأي تحركات أو أوامر من القيادة العامة للجيش.
وأكد المسؤول الإعلامي للواء 73 مشاة المنذر الخرطوش على ان الوضع في منطقة الهلال النفطي حتي اللحظة ممتاز بتواجد الوحدات العسكرية التابعة لغرفة عمليات سرت الكبرى بإمرة اللواء سالم الدرياق متمركزة في عدة نقاط بالمناطق المحيطة بالهلال النفطي والغرفة تسيّر دوريات بشكل مستمر في عدة مناطق منها حقل المبروك وزله والجفرة وصولاً إلى وادي بي ما بعد منطقه بونجيم.
الأمر الذي استوجب ردة فعل من القوات التي حاربت داعش في سرت بدعم من الولايات المتحدة قوات البنيان المرصوص التي أعلن الناطق باسمها العميد محمد الغصري عدم سعيها إلى الاحتكاك بقوات من الشرق وإنما تسعى للتهدئة، مضيفاً أن “منطقة أبو نجيم تبعد 160 كيلو عن سرت واللواء طمئننا أن الأمور تحت السيطرة والقوات ومجموعات الاستطلاع التي دخلت للمنطقة تم إصدار الأوامر لها بالخروج من أبو نجيم وانسحبت القوة دون أي مشاكل”.
وأوضح الغصري في تصريحات إعلامية أن هناك أشخاصا قالت أن هذه قواتنا تقترب من مصراته وأنا متأكد أن مصراته دونها اشياء كثيرة، وأنه تواصل مع بعض الأشخاص من قوة حماية سرت ولم يفيدوا بأي معلومات في الحقيقة عن الطيران المسموع في المنطقة الوسطى.
وختم الغصري “بالتأكيد ما يقال في الفيسبوك وبعض القنوات إن لم يكن له مصدر أو تصريح من القوات الجوية لا أعتبره دقيق”.
أما رئيس المجلس العسكري صبراتة العميد الطاهر الغرابلي فقد اختلفت رؤيته عن الغصري حيث وصف تحركات وحدات الجيش التابعة للقيادة العامة جنوب سرت بأنها محاولات استفزازية للضباط والمنطقة العسكرية الوسطى التي يقودها ضابط في الجيش الليبي برتبة لواء وتابع لرئاسة أركان الوفاق .
الغرابلي أكد أيضا في تصريحات إعلامية أن أي تحرك لأي قوة بهدف الدخول لهذه المنطقة يعتبر استفزازيا، مؤكداً على أن كل الجهود المبذولة الآن باتت واضحة في توحيد المؤسسة العسكرية.
واستنكر الغرابلي دعوة توحيد المؤسسة العسكرية متسائلا “مع أي مؤسسة عسكرية تريدوننا أن نتوحد مع مؤسسة غير منضبطة، ما سمعناه في الفيديوهات المنتشرة انهم يريدون تحرير سرت ومصراته وربما حتى المنطقة الغربية بأكملها هذا استفزاز وخارج عن كل المجريات نطالب القائد الأعلى والمجلس الرئاسي بصفة عامة بتحديد موقفه من هذا الاختراق الواضح”.
وأوضح أن المسؤول عن تأمين منطقة أبو نجيم وهذه المناطق هي منطقة عسكرية تابعة للمجلس الرئاسي ولها الحق في تأمينها حيث أن الجيش بصفة عامة حدد حدودا لهذه المناطق ورصد إحداثيات كلاً في منطقته للعمل على إستتباب الأمن داخلها ومحاسبة المقصرين.
وإعتبر الغرابلي أن ” العملية الإستفزازية” يهدف من خلالها المشير حفتر إنهاك القوة العسكرية الموجودة في المنطقة الوسطى، موضحاً أنه بعد تحرير سرت من داعش بجهد ووقت كبيرين هذا ما يريد أن يفعله حفتر من جديد لكن هذه “لعبة” لن تكون في صالحه لأن القوة الموجودة بمصراته والمنطقة الوسطى قوة يعول عليها وليس من السهل إستفزازاها بهذه الطريقة لذلك يجب معالجة الموضوع قبل أن تعالجه المنطقة الوسطى ومدينة سرت ومصراته بصفة خاصة وعلى الرئاسي او القيادة العليا للجيش معالجته فهي من تستطيع تأمين التحركات.
وهو الأمر الذي طرحه متابعون فهل إذا استمر تحرك المشير حفتر نحو المنطقة الغربية سيلتقي جيش الشرق بجيش الغرب ؟ وكيف ينظر رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى هذه التحركات ؟؟ ربما ستكون العواقب غير محمودة في هذه اللقاءات ؟؟ وهل هذه التحركات ستضرب محاولات توحيد المؤسسة العسكرية بعرض الحائط ؟ هذا ما ستفسره الأيام القادمة .
مصطفى العطار