تقرير.. ماذا تهدف زيارة البشير إلى سوريا وكيف يؤثر قرار ترامب على العملية السياسية في سوريا؟؟

قال الخبير في الشؤون الروسية العربية دكتور عماد الطفيلي إن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى سوريا، هي رسالة يحملها البشير لعودة الدول العربية إلى سورية .

واضاف الطفيلي في حواره مع المختار العربي من موسكو “بعد أن فشلت  الولايات المتحدة وبعض دول الغرب في مشروع إسقاط الدولة السورية،  وهذا المشروع لم يفشل  فقط وإنما إنقلب على أصحابه. الآن، هناك أكثر من تصريح وإعتراف ببقاء الدولة السورية وببقاء الرئيس بشار الأسد”.

وأوضح الطفيلي “ونذكر منذ أشهر بدأت إشارات بأن هناك عودة لمجموعة سفارات غربية إلى سورية ، وبدأت بالظهور إشارات بعودة دول عربية أيضا بدأت تجهز وتعيد ترميم سفاراتها في دمشق وبالتالي كل هذه الإشارات لابد من أن يكون لها مخرج ، وزيارة الرئيس البشير إلى سورية هي المفتاح والبداية حتى يكون هناك نوع من التواصل، والعمل على ترميم العلاقات مع سوريا.

فزيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، تنبع أهميتها من أنها بحثت إعادة التقارب في العلاقات بين الدول العربية، وربما تكون البداية  لقيام رؤساء عرب آخرين بزيارات مماثلة في المستقبل وهذا غير مستبعد.

 وحول تحذير الاتحاد الأوروبي في بيان رسمي مصر من أن هذا ليس الوقت المناسب لإعادة سوريا إلى المنظمات الدولية، قال الطفيلي هو تدخل فاضح في شؤون الدول العربية، ويدل على مدى الاستهتار الغربي بمصير الشعوب العربية ومنها الشعب السوري، وتأكيد على أن هذه الدول لا تريد عودة السلام والامن الى سوريا، وعلى الدول العربية وعلى رأسها مصر أن لا تكترث للتحذيرات الأوروبية في هذا المجال، وأن تعمل بما يملي عليها واجبها القومي في الحفاظ على الأمن القومي العربي والمساهمة في عودة سوريا إلى الجامعة العربية ،ومساعدتها في تحريك  عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وهذا ما لا تريده بعض دول الاتحاد الاوروبي  ،والمنظمات الدولية الأممية التي تسعى جاهدة لتخويف النازحين السوريين من العودة إلى بلادهم، حتى لايتم تطبيع الأوضاع في سوريا.

وبشأن قرار الرئيس الأمريكي بسحب قواته من سوريا اكد الطفيلي أنه لا شك أن  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أذهل  بقراره المفاجئ حلفاءه، بل ودفع بوزير دفاعه إلى الاستقالة، وخلط الأوراق بشكل خاص بين الأتراك والأكراد، وأوقعهم في حرج شديد، وخاصة لحلفائه من الأكراد ، الذين اعتبروا الخطوة الامريكية بمثابة الطعن في الظهر، لكن الرئيس ترامب أدار ظهره كالعادة  للجميع.

 وأردف “هناك أسباب عديدة وراء هذا التصرف الاميركي، منها الاوضاع الداخلية،والصراع داخل المؤسسات الحاكمة الامريكية مع إدارة الرئيس ترامب، ومحاولة ترامب الدفاع عن نفسه بإلقاء قنابل صوتية ودخانية واستعراضية ،عله يبعد عنه الانتقاد  قليلا، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ربما تريد الولايات المتحدة ارسال هذه القوات العسكرية الى مناطق اخرى، لكن القيادة الروسية تشك في خروج  الامريكان من سوريا، لانهم لم يدخلوا بلدا وخرجوا منه من تلقاء أنفسهم، والتاريخ يشهد على ذلك”.

وفي هذا السياق أشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين اليوم الخميس ، إلى أن روسيا تريد معرفة موعد ووجهة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا. وتسائل قائلا: “علينا أن نفهم كيف ستسحب واشنطن قواتها، وإلى أين ستأخذها، وبأي شكل ستسحبها من سوريا، وهذا لا يزال غامضا بالنسبة إلينا، إذ لم توضح واشنطن ما تعنيه بالمرحلة التالية” من محاربتها لـ»داعش” .

بيد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علق على الانسحاب الامريكي بالقول : الوجود العسكري الأمريكي في سوريا غير شرعي وسحب الولايات المتحدة قواتها خطوة صحيحة.

على العموم، روسيا تنظر الى هذه الخطوة الاميركية،ان كانت صادقة  على انها عودة أمريكية للقانون الدولي.

وأكد الطفيلي على أن الخروج الامريكي من سوريا، سيكون له تأثير ايجابي على تسوية الاوضاع في البلاد، وعلى عملية مكافحة الارهاب والتنظيمات الارهابية، لانه في حقيقة الامر، الولايات المتحدة هي من ترعى الارهابيين في سوريا. بحسب قوله وبخروجها تفسح المجال امام المحور الفعلي الذي يحارب الارهاب والمتمثل بسوريا وايران وروسيا ،بالقضاء على اخر جيوبه سواء في ادلب او في شمال شرق سوريا، وعودة كل الاراضي السورية الى حضن الوطن.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر