حصاد ليبيا 2018.. تعددت المؤتمرات الدولية ويبقى الحال على ما هو عليه

( حول ليبيا ) عبارة ذيلت عناوين خمس مؤتمرات كبيرة في عام 2018 بدءً من اجتماعات القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية ومرورا باجتماعات دول الجوار في الجزائر والسودان ، وجهود ماكرون في مؤتمر باريس واختتاما بجهود إيطاليا في مؤتمر باليرمو وما حدث به من مناوشات سياسية بين أطراف دولية، ناهيك عن الاجتماعات الأوربية التي عقدها الاتحاد الأوربي لمناقشة سبل التصدي ومكافحة الهجرة غير الشرعية

بلد كهذا حينما يلقى هذا الاهتمام الدولي الضخم والزخم السياسي الكبير ثم تبقى أزماته كما هي لابد ان يعترف قاداته الفرقاء بأن الحل لم يكن في تلك المؤتمرات ذاتها بل في إرادة جماعية لحل الأزمة والإرادة بالضرورة – إن وجدت – ستسخر كل الأدوات إلى تحقيق أهدافها .

Image title

  • باريس تجمع الأطراف الليبية الفاعلة

شهدت العاصمة الفرنسية باريس ، في 29 مايو الماضي، مؤتمرا دوليا حول ليبيا، حضرته الأطراف الليبية الفاعلة: رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والقائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر.

وحظي المؤتمر بمشاركة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وإيطاليا ودول الجوار الليبي (مصر وتونس والجزائر وتشاد) والإمارات والسعودية ومنظمات دولية وإقليمية، مثل الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.

واختُتِم المؤتمر بإعلان الأطراف الرئيسية الأربعة في الأزمة الليبية التزامها بالعمل معا لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في العاشر من ديسمبر. واتفقت على “قبول نتائج الانتخابات والتأكد من توفر الموارد المالية اللازمة والترتيبات الأمنية الصارمة”.

ورغم أن الاتفاق لقي ترحيبا دوليا، لكنه لم ينجح في وضع إطار زمني محدد، ولم يتضمن الإعلان النهائي تهديدات مباشرة بفرض عقوبات دولية على من يعرقلون الاتفاق أو يرفضون نتيجة الانتخابات، إلا أنه قال: “ستتعرض كل جهة مسؤولة عن ذلك للمحاسبة”.

Image title

  • مؤتمر باليرمو حول ليبيا

مدينة باليرمو الإيطالية كانت المحطة الدولية الثانية لجمع الأطراف الليبية؛ حيث استضافت يومي 12 و13 نوفمبر الماضي مؤتمرا دوليا حول الأزمة الليبية.

واستضاف قصر أيجيا بالمدينة الإيطالية، في اليوم الأول للمؤتمر، رئيس المجلس الأعلى للدولة ورئيس المجلس الرئاسي ورئيس مجلس النواب الليبي، في حين كان القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر أبرز الأطراف الليبية التي لم تشارك.

لكن اليوم الثاني للمؤتمر (13 نوفمبر)، شهد حضور المشير حفتر في قصر أيجيا، وعلق المكتب الإعلامي للقيادة العسكرية الليبية على ذلك، بأن زيارة حفتر ليس الهدف منها حضور مؤتمر باليرمو، وإنما المشاركة في قمة أمنية مصغرة جمعت دول الجوار الليبي.

وحضر القمة الأمنية المصغرة (التي عُرِفت بالمجلس الأمني الرئاسي)، المشير حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره التونسي الباجي قايد السبسي، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، ورئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، ورئيس الحكومة الروسي دميتري ميدفيديف، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.

وخرج مؤتمر باليرمو بعدد من التوصيات (لم يوقع عليها الأطراف الليبية أيضا وغير ملزمة لهم)، منها دعم خطة المبعوث الأممي حول تنظيم ملتقى وطني جامع لليبيين في يناير 2019، بما يساهم في إجراء الانتخابات في ربيع العام نفسه، مع دعم الجهود المصرية في توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.

وشدد المجتمعون،على التأكيد على سيادة ليبيا ووحدة واستقلال أراضيها، مع رفض الحل العسكري وتدعيم الحل السلمي للأزمة.

Image title

  • القاهرة وتوحيد المؤسسة العسكرية

القاهرة استضافت ثلاث جولات بين العسكريين الليبيين في محاولة لتوحيد المؤسسة العسكرية.

وفي فبراير الماضي، كانت الجولة الخامسة على مسار جولات توحيد الجيش، والأولى خلال عام 2018؛ حيث أكد وفد الجيش الوطني الليبي، أنه تم بحث آليات تنفيذ ما تم التوصل إليه في الاجتماعات الأربع السابقة، وما يمكن إنجازه من خطوات مدروسة نحو هذا الشأن.

وأكد الوفد أيضا أن المباحثات استمرت خلال الفترة من 16 إلى 20 فبراير، وتقرر الاتفاق على عقد الاجتماع المقبل، في الشأن ذاته، بالقاهرة خلال شهر مارس المقبل.

ثم في 20 مارس الماضي، كان للعسكريين الليبيين موعد في العاصمة المصرية؛ حيث عقدت الجولة السادسة. وأكد المشاركون ضرورة المضيّ في مشروع توحيد الجيش الليبي بما يجعله قادرا على التعاطي مع تحديات خطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة. واتفق المشاركون أيضا على مواصلة وفد الجيش الليبي اجتماعاته في القاهرة خلال الفترة القليلة المقبلة.

وعُقِدت الجولة السابعة للعسكريين الليبيين في القاهرة في أكتوبر الماضي، واتفق المجتمعون، وفقا لما قاله المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، على أن القيادة العامة بقيادة المشير خليفة حفتر هي الواجهة الرئيسية للجيش الوطني الليبي، موضحا أنه تم الاتفاق على تشكيل المجالس القيادية الثلاثة للجيش الليبي: وهي مجلس الأمن القومي ومجلس الدفاع الأعلى ومجلس القيادة العامة، والاتفاق على الهيكل التنظيمي والمهام والواجبات المناطة بكل مجلس من المجالس الثلاثة.

Image title

  • اجتماع دول الجوار الليبي

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، في 29 نوفمبر الماضي، اجتماعا لدول الجوار الليبي، حضرته الدول المجاورة لليبيا، إضافة إلى فرنسا وإيطاليا.

وأكد البيان الختامي لوزراء خارجية دول الجوار الليبي في الخرطوم ترحيبهم بكل المبادرات التي تمت لجمع القيادات الليبية المدنية والعسكرية من أجل الوحدة الوطنية وإيجاد مخرج للأزمة الليبية، بما في ذلك جهود توحيد المؤسسة العسكرية.

وشدد المجتمعون على الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا وأراضيها، واحترام الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات في 17 ديسمبر 2015، باعتباره إطارا لحل الأزمة والدفع نحو تطبيقه بواسطة الليبيين أنفسهم على أساس التمسك بالخيار السياسي، ورفض كل تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لليبيا.

ويبقى السؤال الذي قد يحمل عام 2019 الإجابة عليه.. هل تستطيع مؤتمرات وملتقيات العام المنصرف بقراراتها ومقرراتها أن تجد طريقا أو مسارا لتكوّن خارطة طريق تُخرِج ليبيا من أزماتها، أم انها ستنضم إلى مقررات سنوات فائتة كان مآلها أدراج النسيان فلم تستطع أن تجد سبيلاً إلى إجماعٍ واتفاق بين الأخوة الفرقاء؟

الأيام وحدها كفيلة بالإجابة على ذلك.

تقرير: مصطفى العطار

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر