تقرير .. أبرز التحديات التي تنتظر الدول المغاربية في 2019

تشهد المنطقة المغاربية تحديات اقتصادية وأمنية بدء من تردي الوضع الاقتصادي في ليبيا والجزئر وتونس والمغرب وانتهاءً بتردي الوضع الأمني في ليبيا تحديدا والتي شهدت مؤخّرًا عودة للاشتباكات المسلّحة بين الأطراف المتنازعة، ومرورا بالتجاذبات والنقسامات السياسية في ليبيا وتونس إضافة إلى ضبابية المشهد السياسي الجزائري في ظل انتظار هؤلاء عقد انتخابات رئاسية في عام 2019 فما هي أبرز التحدّيات التي تنتظر المنطقة المغاربيّة في 2019؟

تونس

الساحة التونسية يسيطر عليها ترقب كبير في عام 2019 إذ أنه من المتوقع ان تجرى انتخابات رئاسية مصيرية في ظلّ الاستقطاب الشديد بين الرئيس السبسي وبين رئيس حكومته يوسف الشاهد، والذي هو أيضًا من بين المعنيين بهذه الانتخابات حسب بعض المراقبين.

وقد شهدت السنة الماضية معركة «تكسير عظام» بين الرئيس السبسي ورئيس حكومته؛ إذ حاول السبسي في أكثر من مرّة إقالة الشاهد من منصبه دون جدوى، وبسبب ذلك حدث انقسام شديد داخل الحزب الحاكم «نداء تونس» بين المؤيّدين للرئيس السبسي والآخرين المنضوين في معسكر رئيس حكومته؛ وهو ما أدّى إلى حالة من الانسداد السياسيّ، التي من غير المتوقّع أن تنفرج، إلا مع نتائج الانتخابات الرئاسيّة المنتظرة السنة القادمة.

 

وإلى جانب هذا الانسداد السياسيّ الذي تشهده السلطة، يعيش الشارع التونسيّ غليانًا مستمرًّا؛ إذ شهد شهر ديسمبر 2018 احتجاجات كبيرة في عدّة مناطق تونسيّة بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسيّة والضرائب الجديدة، كانت آخر حلقات هذه الاحتجاجات تلك التي وقعت قبل أسبوع في مدينة القصرين، والتي شهدت إحراق أحد الصحافيين لنفسه بسبب الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة المتردّية، وذلك في ظلّ تحذير صندوق النقد الدولي من رفع الأجور ومطالبته الحكومة باتخاذ سياسات ماليّة مُحافظة، وهي المؤشّرات التي قد تعني استمرار هذه الاحتجاجات وتطوّرها بحُكم الموعد الانتخابي في العام القادم.

وقد وصف رئيس الحكومة يوسف الشاهد سنة 2019 بـ”الصعبة”، ودعا إلى إعادة الثقة في قيمة العمل، حسب قوله.

ليبيا.. العُنف يرهن مصير الانتخابات

ينتظر الليبيون أن تحمل سنة 2019 تغيّرات سياسيّة كبيرة من الممكن أن تؤدّي إلى إنهاء الانقسام الذي تعيشه البلاد وتضع حدًّا للحرب والعنف المستمرّ بها؛ إذ من المتوقّع إجراء انتخابات برلمانيّة ورئاسيّة تشارك فيها الأطراف المتنازعة، وذلك بعد أن تعطّلت مساعي إجرائها في العاشر من ديسمبر الماضي لدواعي أمنيّة وسياسيّة.

الوضع الأمنيّ سيكون أحد التحدّيات الصعبة التي تنتظر الليبيين في سنة 2019، إذ شهدت البلاد في الآونة الأخيرة وضعًا أمنيًّا متدهورًا، خصوصًا بعد عودة النزاعات المسلّحة في الصيف الماضي داخل العاصمة طرابلس، بين عدّة مجموعات مسلّحة، بالإضافة إلى التفجير الانتحاري الذي استهدف وزارة الخارجية الليبية قبل أسبوع وتبنّاه تنظيم داعش الإرهابي، وراح ضحيّته ثلاثة قتلى.

الجزائر.. مصير مجهول للانتخابات وأزمة اقتصاديّة متفاقمة

المشهد الجزائري يزداد ضبابية لاسيما بعد إعلان تجيل النتاخابا الرئاسية لوقت لاحق بقصد التوافق على مرحلة ما بعد بوتفليقة حسب مراقبين

وكانت عدّة صُحُف جزائرية قد نشرت في 22 ديسمبر الماضي أخبارًا تفيد بانعقاد اجتماع على أعلى مستوى حضره الرئيس بوتفليقة، بالإضافة إلى نائب وزير الدفاع والوزير الأوّل وقيادات التحالف الرئاسيّ، وذلك من أجل الاتفاق على عقد ندوة الإجماع الوطني لتأجيل الانتخابات الرئاسيّة إلى موعد لاحق.

، ورغم اقتراب موعد الانتخابات الرئاسيّة التي لم يبقَ على موعدها إلا ثلاثة شهور إلا أن الحديث عن هذا المشروع قد اختفى تدريجيًا بعدها بأيّام ، ورغم ذلك فإنّ الجوّ العام في الساحة الجزائريّة لا يوحي بأيّة مظاهر على اقترابها؛ إذ تغيب الحملات الانتخابيّة والترشيحات القويّة من الأحزاب الكبرى، وسط انشغال الطبقة السياسيّة بالتفاعل مع الأخبار التي تشير إلى تأجيلها.

الوضع الاقتصاديّ للبلاد سيكون أيضًا أحد أبرز التحدّيات في الجزائر سنة 2019، فقد شهدت أسعار النفط انهيارًا جديدًا في الأسابيع الأخيرة، فبعد ارتفاعه إلى أكثر من 80 دولارًا في شهر أكتوبر الماضي، تراجع سعر برميل النفط إلى حوالي 59 دولارًا، وهو ما يضع الخزينة الجزائريّة في مأزق جديد، خصوصًا وأنّها تعتمد بشكل شبه كلّي على دخل النفط من أجل تحصيل العُملة الصعبة، وهو ما يوحي بسنة اقتصاديّة صعبة على الجزائريين.

المغرب.. تحدّيات اقتصاديّة واحتجاجات نقابيّة في الأفق

المشاكل الاقتصاديّة هي أبرز التحدّيات التي تنتظر الحكومة المغربية في سنة 2019، خصوصًا فيما يتعلّق بارتفاع محتمل لأسعار النفط – بالرغم من انخفاضه النسبي في شهر ديسمبر الفائت، بالإضافة إلى الحراك الاجتماعي المطالب بتحسين الظروف المعيشيّة ورفع الأجور، خصوصًا بعد انسحاب النقابات من المفاوضات التي جرت مع الحكومة في الشهور الماضية، وبالتالي قد تدخل عدّة قطاعات في إضرابات واحتجاجات، كما دعت لذلك بعض نقابات قطاع التربية مطلع سنة 2019.

 

وحول قطاع السياحة قد أنهى المغرب سنة 2018 بوقوع جريمة صادمة راح ضحيّتها سائحتان أجنبيّتان جرى قتلهما بطريقة وحشيّة من طرف أفراد رجّحت السلطات انتماءهما إلى تنظيم داعش الإرهابي.

ويخشى الكثير من العاملين في قطاع السياحة من تأثيرات هذا الحادث على توافد الزوّار إلى المناطق السياحيّة المغربيّة خشية سلامتهم، خصوصًا وأنّ منطقة وقوع الحادث (أمليل) بضواحي مرّاكش تعدّ وجهة سياحيّة نشطة في المغرب، البلد الذي تمثّل السياحة حوالي 10% من دخله.

ووفقا لما سبق؛ يتضح أن عام 2019 يحمل في جعبته الكثير من التحديات الفارقة لدول المغرب العربي.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر