أكد وزیر الخارجیة المفوض بحكومة الوفاق الوطني السيد محمد الطاهر السیالة، أن الھجرة غیر الشرعیة لا یمكن إیقافھا بعمل أمني فقط على حدود لیبیا البحریة
وقال سيالة في مقابلة مع وكالة الانباء الكویتیة (كونا) أن ملف الھجرة غیر الشرعیة من شمال افریقیا إلى أوروبا یمثل الھاجس الكبیر بالنسبة لأوروبا بما فیھا النمسا، مشيرا إلى أن الأمر یتطلب أیضًا تعاونًا أوسع من خلال الاستثمار في إقامة بنیة تحتیة وخلق فرص عمل ومنع اجتیاز الحاجز الصحراوي بھدف مساعدة لیبیا على مراقبة حدودھا الجنوبیة.
ولفت سيالة إلى أن النمسا تعھدت بمساعدة لیبیا على مراقبة الحدود الجنوبیة بعد توقیع اتفاق مع دول الجنوب وخاصة النیجر والتشاد والسودان، مؤكدًا أنه سیتم في العشرین من الشھر الجاري، وضع تصور نھائي حول ھذا الموضوع یعرض على دول الاتحاد الأوروبي.
وتعلیقا على زیارته إلى النمسا، أكد الوزیر سيالة، أنه یعول كثیرا على مساعدة النمسا لبلاده والتي قدمت الكثیر من الدعم في العدید من المجالات وخاصة المجالین الصحي والصناعي، مشیرا الى وجود رغبة مشتركة لتطویر العلاقات الثنائیة في المستقبل.
وأشار سيالى إلى أنه عقد خلال زیارته الثانیة من نوعھا لفیینا لقاء مع وزیرة الخارجیة النمساویة كارین كنایسل لبحث سبل تطویر العلاقات بین البلدین وخاصة في مجالات النفط والغاز وتبادل الخبرات في ادارة المنشآت الصحیة في لیبیا.
ووصف الوزیر اللیبي الحدود «الحقیقیة» للاتحاد الأوروبي بأنھا لیست في البحر المتوسط، وإنما في جنوب الصحراء اللیبیة، في إشارة إلى تدفق المھاجرین غیر الشرعیین عبر ھذه المنطقة.
وبشأن إنتاج النفط أوضح سیالة إن إنتاج النفط في لیبیا تراجع خلال العام الماضي إلى 150 ألف برمیل یومیًا، لكن الخبراء اللیبیین تمكنوا من رفع الإنتاج إلى 1.6 ملیون برمیل مؤخرًا.
وبرر سيالة هذا الانخفاض بأنه مؤقتًا نتیجة بروز بعض المشاكل في حقل الشرارة النفطي الجنوبي، معربًا عن أمله في تجاوز ھذه العراقیل في القریب العاجل من خلال عدة إجراءات أمنیة اتخذھا المجلس الرئاسي في البلاد.
وأوضح أن ھذه الإجراءات ستساعد على توفیر الأمن والسیطرة على الحقول النفطیة في عموم البلاد وبالتالي إعادة الإنتاج النفطي إلى وضعه العادي السابق.
وفي غضون ذلك، أفاد سيالة بأن جولته الأوروبیة الحالیة تشمل أیًضا براغ بھدف التباحث مع كبار المسؤولین التشیك لحشد مزید من الدعم الأوروبي للیبیا ولا سیما في تنفیذ مشاریع إعادة الإعمار، مؤكدا أن بلاده تعول كثیرا على الأصدقاء في إعادة تعمیرھا.