ليبيا.. تظاهرات غاضبة تجوب البلاد والحل السياسى لازال متعثراً رغم بصيص الأمل

اندلعت تظاهرات احتجاجية فى العاصمة الليبية طربلس الاحد تطالب بتحسين الخدمات وتوفير سبل المعيشة الكريمة واساسيات الحياة من كهرباء وماء وسيولة نقدية.

واحتشد المتظاهرون فى ميدان الشهداء بوسط العاصمة ورفعوا شعارات رافضة لمتصدري المشهد من مختلف الاطراف ومنددة بالفساد المستشرى فى البلاد ورددوا هتافات غاضبة تطالب برحيل المجلس الرئاسى وحكومته والاجسام كافة فيما امتدت التظاهرات الى عدد من الاحياء والشوارع الشهيرة مثل قرجى وحى الاندلس وطريق الشط .

واطلقت عناصر أمنية موالية لحكومة الوفاق النار على المتظاهرين مما ادى الى اصابة عدد منهم واعتقلت نحو 32 , فى غضون ذلك اصدرت وزارة الداخلية بيانا يندد باطلاق النار على المتظاهرين السلميين متهمة من وصفتهم ب” المندسين” بمحاولة اشعال فتنة الا ان صورا اظهرت اشخاص يرتدون زيا عسكريا ويصوبون بنادقهم الى المتظاهرين فى منطقة طريق الشط بالعاصمة طرابلس .

بدوره وجه رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج كلمة الى الشعب الليبى شدد فيها على عدم السماح بإسقاط الشرعية وإدخال البلاد فى نفق اشد إظلاما من ما هى عليه الآن لافتا ان حكومته تتحمل المسؤولية عن ما آلت اليه الاوضاع مستدركا ان ثمة عقبات تحول دون تحسين الاوضاع ومنها المال الفاسد محليا وخارجيا , وفق قوله .



من طرابلس الى القبة

وفيما يشبه سلسلة الدومينو اتسعت رقعة التظاهرات لتصل الى شرق البلاد وتحديدا مدينة القبة مسقط رأس رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح ومقر إقامته , حيث نظم مجموعة من الشباب تظاهرة احتجاجا على سوء الاوضاع المعيشية ورفعوا شعارات تطالب بتوفير الماء والكهرباء والخبز .

والقت اجهزة الامن بالمدينة القبض على عدد من المتظاهرين موجهة اليهم تهمة التخريب واثارة الشغب , ولم تعلق السلطات فى شرق البلاد على الواقعة حتى ساعة كتابة هذه السطور .

الحل السياسى متعثر رغم بصيص الأمل

وفى ظل الوضع المحتدم و الاحتقان وسوء الاحوال المعيشية وانعدام الخدمات الاساسية علاوة على ما خلفته الحرب من مآسى واتساع الهوة بين ابناء البلد الواحد وبلوغ الانقسام السياسى والمؤسساتى درجة غير مسبوقة , لاح فى الافق بصيص من امل حين صدر إعلانا ثنائيا فى بيانين منفصلين عن رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح بوقف اطلاق النار فى كل ربوع البلاد و إستنئاف الانتاج النفطى مع الحفاظ على الايرادات فى حساب منفصل يبقى مجمدا الى حين التوصل الى تسوية سياسية وفقا لمخرجات برلين , الامر الذى لاقى ترحيبا واسعا من المنظمات الدولية و الدول الكبرى والاقليمية المعنية بالشأن الليبى .

وعلى الرغم من هذا التقدم المحزر على صعيد التهدئة والعودة الى المسار السياسى بعد فترة طويلة من الجمود الا ان عقبات عدة لازالت تعترى البناء على هذا التوافق الليبى بين الافرقاء وعلى رأسها غياب الثقة الامر الذى انعكس بوضوح على تصريحات المتحدث باسم الجيش الوطنى اللواء احمد المسمارى الذى شكك فى إعلان رئيس المجلس الرئاسى بوقف اطلاق النار واصفا اياه بانه ذر للرماد فى العيون مؤكدا ان لديه معلومات حول تحشيدات عسكرية تقوم بها قوات الوفاق توطئة للهجوم على سرت .

اقرأ ايضا المتحدث باسم الجيش الليبى : مبادرة السراج ذر للرماد فى العيون

وفى هذا الصدد يرى مراقبون ومحللون انه يتعين على الاسرة الدولية والمجموعة الاقليمية المنخرطة فى الشأن الليبى بالاضافة الى البعثة الاممية ان تضطلع بدور اكثر حيوية وفاعلية فى بناء ثقة بين طرفى النزاع والضغط عليهما للالتزام بما اعلنوه وحثهم على المزيد من الخطوات الملموسة للمضى قدما نحو العودة الى طاولة المفاوضات وإستئناف الحوار الذى ترعاه الامم المتحدة بتفرعاته الثلاث (سياسى , اقتصادى , عسكرى ) للتوصل الى مقاربة وفقا لمخرجات برلين وهذا بدوره يتطلب إستصدار قرار من مجلس الأمن يدعم ما تم التوصل اليه من توافق الجمعة الماضية على غرار القرار 2510 الذى صدر فى أعقاب عملية برلين فى يناير المنصرم مع المراقبة الدقيقة لتنفيذ الاعلان وفرض العقوبات على الطرف الذى يخرق الاتفاق .

المختار العربى -متابعات
محمد سليمان

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر