تحالف عربي استراتيجي برعاية أمريكية… ما أهدافه وأسبابه

في تطور لافت، رحبت مجموعة من الدول العربية على رأسها السعودية والبحرين  ترحبيهم بالمقترح المقدم من الولايات المتحدة الأمريكية والخاص بإنشاء “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي”.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير-على هامش حوار المنامة- أن الرياض ترحب بإنشاء «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» بين الولايات المتحدة وحلفاء خليجيين ومصر والأردن، لحماية أمن المنطقة، مشيرا إلى عقد اجتماعات في السعودية لوضع إطار عمل للتحالف

في سياق متصل، قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة”: أن التحالف سيكون مفتوحاً لعضويته أمام من يقبلون مبادئه”، وسيكون نشطا في مثل هذا الوقت من العام المقبل.

تعقيبا على ذلك، قال المستشار والباحث اللبناني في الشئون الإقليمية، رفعت بدوي، في تصريح لراديو وكالة سبوتنيك الروسية إن الولايات المتحدة تحاول دائما تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى محاور، موضحا أن فكرة إنشاء تحالفات عربية برعاية أمريكية فشلت على مر التاريخ، في ظل وجود محور أخر”الممانعة” لا يوالي بنفسه للسياسات الأمريكية.

وعن أسباب إنشاء التحالف العربي الإستراتيجي، أوضح أن”مجلس التعاون الخليجي يعيش حاله لا يرثى لها، فضلا عن أن الجامعة العربية أضحت تتهاوى، معتبرا أن الموقف العربي في المعادلة الدولية أصبح يساوي صفر، نتيجة التمزق القائم، والزيارات المتبادلة والتوافق على اتفاقيات مذلة لن تأتي للوطن العربي إلا بالمهانة”. بحسب تعبيره

وأكد أن واشنطن هي من فككت الوطن العربي بحروب طائفية ومذهبية، فكيف يمكن أن يكون لها دور في تحالف عربي حقيقي، مشيرا إلى أهمية الاتحاد والوحدة العربية ولكن على نهج الزعيم الراحل عبد الناصر وليس واشنطن.

من جانبه، قال دكتور محمد غانم الرميحي، مدير مركز الخليج والجامعة العربية بالكويت، في تصريح لراديو وكالة سبوتنيك الروسية إن:”اختصار الدول العربية للتحديات التى تواجه المنطقة في إيران، يرجع لتدخل الأخيرة في الشؤون الداخلية لمعظم الدول العربية مثل اليمن، لبنان، سوريا، ووصل حتى التدخل إلى المغرب العربي”.مشيرا إلى أن “ركيزة المشروع الإيراني تتلخص في تصدير الثورة، وهذا ما يرفضه العالم العربي”.

وحول عدم تطرق هذا التحالف على التصدي لما يسمى بصفقة القرن وحقوق الشعب الفلسطيني، أوضح أن “صفقة القرن” مجرد شعار إعلامي، ولا يعرف أحد على وجه اليقين ما محتويات التسوية الأمريكية، فضلًا عن وجود بعض العلاقات العربية مع اسرائيل، أي أن هذا الملف يمكن ويحتمل النقاش حوله، بينما أن تصدر دولة شكل من أشكال الحكم بطرق رجعية لقرون أوسطية مثل “ولاية الفقيه” فهذه الولاية ليست منتخبة ولا تمتلك مشروعا حضاريا مستقبليا- وفق قوله.

وتبقى فكرة الناتو العربي بين الحقيقة والخيال ولا يدري أحد هل الأهداف التي سيستخدم من أجلها التحالف العربي الاستراتيجي تخدم الوطن العربي ام تخدم راعي التحالف؟؟ ولماذا تطرح هذه الفكرة كل فترة دون ان يتمخض عنها إجراء حاسم ؟؟

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر