الناتو يعترف بخطأ جريمة قصف ليبيا ويتهم الجامعة العربية.. وعمرو موسى: لم نطلب تدخّلهم

بعد 3 أعوام من اعتراف رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، تونى بلير، بخطأ التدخل الغربى فى العراق لإسقاط حكم الرئيس الأسبق صدام حسين، اعترف رئيس قسم شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى حلف شمال الأطلسى «الناتو»، نيكولا دى سانتوس، بخطأ الحلف فى قصف ليبيا وارتكاب أخطاء خلال عملية القصف.

وقال «دى سانتوس»، فى تصريحات صحفية على هامش لقاء استضافة صندوق «مارشال» الألمانى، إن «جامعة الدول العربية فضلاً عن الليبيين دعوا الحلف إلى التدخل فى ليبيا ضد نظام العقيد معمر القذافى»، مضيفاً: «هناك أخطاء ارتكبت من جميع الأطراف، حيث رفضت جامعة الدول العربية -على سبيل المثال- وجود أى قوات على الأرض، كما لم يولِ المجتمع الدولى الاهتمام الكافى بعد سقوط القذافى». وتابع: «الحلف يرى أن النجاح فى ليبيا كان بنسبة 50%»، رافضاً إلقاء مسئولية الفوضى فى ليبيا على «الناتو» وحده، مشدداً على أن الغارات الجوية على «بنغازى» لم يقُم بها طيران حلف شمال الأطلسى.

فى المقابل، كذَّب الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، تصريحات «دى سانتوس»، في تصريحات صحفية لصحيفة الوطن المصرية: إن الجامعة العربية لم تطلب نهائياً تدخُّل حلف الناتو فى ليبيا، مضيفاً: «ربما طالبت به دول عربية، لكنه لم يكن صادراً من الجامعة، ولم نوافق على أى قصف أو وجود للقوات على الأرض، وعلى مَن يدعى عكس ذلك أن يأتى بدليل لحديثه». وأضاف «موسى» أن «الجامعة لم تتدخل إلا بطلب واحد وهو حماية المدنيين من القصف الجوى لحلف الناتو»، وطالبت الأمم المتحدة بمنع «الناتو» من قصفهم.

وأوضح أن «خلافاً كبيراً حدث داخل مجلس الأمن مع الجامعة العربية، وصل إلى العراك»، بحسب تعبيره، وتابع «موسى»: «قلنا وقتها إن القصف غير مقبول نهائياً، وإنه من الخطأ ضرب المدنيين، وما يحدث الآن فى ليبيا يتحمله الناتو».

فى السياق ذاته، قال مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان فى ليبيا، أحمد حمزة، إن «دى سانتوس، بشكل أو بآخر، يتنصل من المسئولية، ويحاول إلقاءها على جامعة الدول العربية وعلى المجتمع الدولى». وأضاف، لـ«الوطن»: «حتى وإن كانت الجامعة تتحمل جزءاً من المسئولية القانونية، فإن ذلك لا يُخلى مسئولية الحلف عن مقتل المدنيين».

فى السياق ذاته، هاجم عضو لجنة الأمن الداخلى بمجلس النواب الليبى، زياد دغيم، المبعوث الأممى، غسان سلامة، بسبب ما ورد بإحاطته إلى مجلس الأمن حول الوضع فى ليبيا، وخاطبه: «نهجُك بالتحريض على المؤسسات الليبية ووصفها بالفساد يذكّرنا بما فعلته بالعراق»، مشيراً إلى أن «سلامة» كان ضمن بعثة الأمم المتحدة إلى العراق، فترة الاحتلال الأمريكى له.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر