تقرير: انتحار الطموح الإيراني من أعلى قمة ترامب – كيم في سنغافورة

المختار العربي – خاص

شهدت سنغافورة اليوم الثلاثاء 12 يونيو 2018 لقاء القمة بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون والذي اختتم بنجاح التوقيع على وثيقة تعهدات متبادلة ستسمح بتدشين صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين

أنظار العالم كله كانت تتجه صوب هذا اللقاء وما سيتمخض عنه من نتائج حاملة أماني بعقد سلام لا يصنعه إلا الشجعان كما وصفه ترامب بعد اللقاء

ووفقا لخبراء العلاقات الدولية فإن هذه القمة ستكون لها أثار سلبية على الطموح الإيراني في امتلاك سلاحها النووي على خلفية العلاقات التاريخية بين طهران وبيونج يانج وباعتبارهما من الدول التي صنفتهم أمريكا بمحور الشر بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.من عدة محاور أهمها :

  • أن إيران فقدت حليفا قويا لها كان يشاركها في سياستها المناوئة لواشنطن وعليه تبقى طهران منفردة أمام استهداف الضغوط الامريكية والاسرائيلية والاوربية وبعض الدول العربية التي تحالف واشنطن واوروبا
  • بهدف الحد من التدخل الايراني في الشرق الأوسط والحد من التوسع العسكري والاستراتيجي لإيران، ومن ثم سيضعف ذلك موقف طهران في شأن استدامة الاتفاق النووي الموقع مع الغرب وأنها ربما ترضخ في النهاية للمطالب الأمريكية المدعومة بمطالبات أوروبية لوضع حد لطموحاتها النووية والباليستية بعد عام 2025 وهو موعد انتهاء صلاحية الاتفاق النووي، حيث أن الدول الغربية خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا رأت ضرورة التوصل لاتفاق تكميلي يحد من قدرات إيران النووية بعد 2023 وليس الانتظار حتى 2025.
  • ثانيا فقد ايران لشريك قوي (كوريا الشمالية ) كان يمثل جزء كبيرا من الدعم الفني والمعرفي والتقني للسلاح النووي الإيراني ، الامر الذي سيجعل بيونج يانج حريصة على تفكيك اي ازمات منع واشنطن وكذلك بناء علاقات قوية مع كوريا الجنوبية تمهيدا لتوحد الكوريتين
  • اما العامل الثالث المؤثر على طهران نتيجة التقارب الامريكي الكوري الشمالي فهو عامل سياسي أثبت ان سياسة الضغوط والعقوبات آتت ثمارها بشكل موفق نتجت هذه الوثيقة التي وقعت في سنغافورة بين ترامب وكيم وحملت تعهدات متبادلة من الجانبين، وهو الامر الذي سيخلق قناعة لدى الغرب بضرورة الاستمرار في الضغط على طهران وقبول سياسة ترامب التي تم رفضها من قبل

الجانب الايراني كان رده مستبقا للنتائج مساء امس الاثنين حيث أسدى المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة نصحه إلى كوريا الشمالية بأن تتعامل بحذر مع الجانب الامريكي واصفا : إن “ماضي أمیركا سيئ” على حد وصفه، متهماً واشنطن بـ”الانسحاب من الالتزامات الدولیة الثنائیة المتعددة الأطراف”، وحث حكومة كوریا الشمالیة على “التعامل الحذر التام” فی المفاوضات مع الولایات المتحدة.

ومن ناحيته أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحافي، أن واشنطن مستعدة لإعطاء كوريا الشمالية ضمانات أمنية غير مسبوقة، لافتا إلى أن المحادثات بين واشنطن وبيونغ يانغ “تتقدم بسرعة”، مضيفا “أنا متفائل جداً إزاء فرص نجاح” أول لقاء بين الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي، موضحاً أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم “ضمانات أمنية فريدة ومختلفة” عن تلك التي عرضتها حتى الآن على بيونغ يانغ مقابل نزع أسلحتها النووية “بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه”.

وينتهي القول بأن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من العقوبات والضغوط والتهديدات بين واشنطن وطهران حيال الاتفاق النووي لاسيما بعد تدشين صفحة جديدة من العلاقات بين امريكا وكوريا الشمالية

مصطفى العطار

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر