رويترز: هدف إجراء انتخابات ليبية في ديسمبر يواجه عقبات سياسية وقانونية وأمنية

يواجه التزام الأطراف الرئيسية في ليبيا بإجراء انتخابات في ديسمبر عقبات عدة، منها غياب إطار قانوني للاقتراع وتصاعد الصراع في أجزاء من البلاد.

ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في باريس يوم الثلاثاء بأنه خطوة تاريخية صوب إعادة توحيد ليبيا وجلب الاستقرار إليها بعد الاضطرابات التي تعصف بها .

ووافق رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة السيدخالد المشري على بيان من ثماني نقاط دون أن يوقعوا عليه. ويحدد البيان العاشر من ديسمبر موعدا للانتخابات البرلمانية والرئاسية مع الاتزام بوضع الأساس الدستوري والقانوني للانتخابات بحلول 16 سبتمبر.

لكن الأطراف لم تحدد في الاجتماع كيفية وضع هذا الأساس، سواء عبر تصويت على مشروع دستور أو بسن قانون انتخابات جديد أو تبني الإعلان الدستوري الذي أعقب الانتفاضة في ليبيا.

وهذه القضية حاسمة لأن مناوئي المشير حفتر، الشخصية المهيمنة في شرق ليبيا والمرشح الرئاسي المحتمل، يريدون ضمان أن تكون السلطات الرئاسية والمدنية على الجيش محددة بوضوح قبل إجراء الانتخابات.بحسب تعبير رويترز

ودعا أعضاء الهيئة التي صاغت الدستور الجديد يوم الأربعاء إلى إجراء استفتاء قبل الانتخابات، لكن محللين يقولون إن من الصعب تحقيق ذلك.

ويشتبه منافسو المشير حفتر بأنه سيعيد البلاد إلى الحكم الشمولي إذا سنحت له الفرصة. كما يحملونه مسؤولية تدمير أجزاء من بنغازي وتشريد أعداد كبيرة من السكان في حملة استمرت ثلاث سنوات للسيطرة على ثاني أكبر مدينة في ليبيا.وفق ما نشرت رويترز

ويقول المشير حفتر إنه يعمل على تخليص ليبيا من المتطرفين وإنه ملتزم بالعملية الانتخابية.

وبينما انعقد اجتماع باريس، واصل الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير حفتر حملة ضد المتطرفين وخصوم آخرين في مدينة درنة بشرق البلاد، حيث تقول الأمم المتحدة إن القتال له تأثير ”مدمر“. وقال الجيش الوطني الليبي يوم الأربعاء إنه سيطر على مواقع في حي السيدة خديجة داخل درنة بعد أن تقدم من أطراف المدينة.

وتفجر الصراع أيضا في الأسابيع القليلة الماضية بمدينة سبها في الجنوب على الخط الفاصل بين تحالفين فضفاضين يدعمان معسكرين سياسيين متنافسين في طرابلس وشرق البلاد منذ انتخابات متنازع عليها في 2014.

ولم يأت بيان باريس على ذكر القتال، غير أن السراج قال للصحفيين ”دعونا إلى وقف الاقتتال في كل أرجاء البلاد.. كفانا ما نزف من دماء“.

ولا يوجد في ليبيا قوات أمن وطنية للإشراف على الانتخابات أو مؤسسات وطنية فاعلة يمكنها البت في الطعون القضائية. ولا توافق بشأن كيفية توحيد قوات الأمن وغيرها من الأجهزة المنقسمة، بما في ذلك البنك المركزي، وهو هدف آخر ورد في بيان باريس.

والريبة واضحة من الجانبين. فبعض الجماعات المسلحة في غرب ليبيا، بما في ذلك مصراتة وهي قاعدة رئيسية للقوة العسكرية، ترى فرنسا قريبة بشكل أكبر من اللازم من منافسها حفتر وعبرت عن معارضتها لمحادثات باريس قبل أن تبدأ.

وشدد مصدر بالجيش الوطني الليبي على أن حفتر لم يوقع على أي اتفاق. وقال ”الجلوس لا يعني الاتفاق ولم يتم التوقيع علي أي اتفاق في اجتماع باريس“.

وأصدر أكثر من 40 نائبا ببرلمان الشرق بيانا أيدوا فيها التعهدات الواردة في إعلان باريس بنقل البرلمان إلى بنغازي وتشجيع حوار في القاهرة بشأن توحيد القوى العسكرية، وهي عملية ينظر إليها على أنها تحابي الجيش الوطني الليبي.

وقال طارق المجريسي، وهو زميل زائر بالمعهد الأوروبي للعلاقات الخارجية، ”من السهل للغاية حمل الليبيين على الموافقة على شيء لكن الخلافات تبدأ عادة عندما يتعلق الأمر ببحث التفاصيل“.

رويترز

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر