أحداث زيارة بايدن إلى مصر ولقاء السيسي

 

بعد مرور عامين على توليه السلطة تحمل الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مصر عدة رسائل مختلفة.

زيارة جو بايدن لمصر مهمة لجملة من الاعتبارات، جزء منها هو تأكيد الشراكة المصرية الأمريكية

وحضر بايدن إلى مصر رغم انشغاله بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وهناك انشغال أمريكي كبير حتى هذه اللحظ بالنتائج”.

وتأتي زيارة بايدن لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والثنائية المهمة والمشاركة في مؤتمر المناخ في دورته الـ27.

ورغم استغراق الزيارة 3 ساعات فقط قبل مغادرة الرئيس الأمريكي مطار شرم الشيخ متجهًا إلى كمبوديا؛ للمشاركة في القمة السنوية بين الولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا، خلال الفترة من 12 إلى 13 نوفمبر، ثم يشارك في قمة شرق آسيا، ليتوجه بعدها إلى بالي بإندونيسيا للمشاركة في قمة مجموعة الـ20.

وبحسب مراقبين وما التقطته عدسات الكاميرات التي رافقت الزيارة وبث اللقاء مباشرة أمام الإعلام، فإن اللقاء بما حمله من دلالات سياسية كان مهما للغاية.

ومنذ وصول الرئيس الأمريكي لمطار شرم الشيخ كانت أول رسالة تحمل عنوان “تمكين المرأة”.

وحققت مصر طفرة غير مسبوقة محليا ودوليا في هذا السياق، أبرزتها بشكل لافت خلال زيارة بايدن وللمرة الأولى استقباله من قبل وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد.

من وجهة نظر أخرى تقول إنه أقرب للمعاملة بالمثل، وإن الأمور ليست كما كانت في الماضي، حيث لم يستقبل أي رئيس أمريكي نظيره المصري في المطار من قبل خلال زيارات السيسي المختلفة للولايات المتحدة الأمريكية.

وفريق ثالث رأى أن هذا الشكل من الاستقبال كان لازما لعدم تمييز بايدن عن باقي زعماء الدول المشاركين في قمة المناخ cop27، باستقباله من وزير وليس الرئيس المصري.

ومصر دائما لها مقاربة شاملة في حقوق الإنسان” الرسالة الثانية وجهها الرئيس المصري وبشكل مباشر لنظيره الأمريكي أمام وسائل الإعلام المصرية والأمريكية على السواء.

أكد الرئيس المصري خلالها أن الدولة المصرية حريصة على حقوق الإنسان لمواطنيها، بإطلاق استراتيجية لحقوق الإنسان في مصر ثم مبادرة للحوار الوطني في أبريل من هذا العام، وكانت مصاحبة لها لجنة للعفو الرئاسي التي تقوم بمتابعة القضايا المختلفة ويتم التوقيع والتصديق على القوائم المتعلقة بها”.

جاء حرص الرئيس المصري على توجيه الرسالة لاستباق الضغط على مصر من ذلك الملف، باعتباره ليس نقطة ضعف يتم مساومة مصر عليها.

الرسالة الثالثة هي فتح اللقاء مناقشات الرئيسين أمام الإعلام المصري والأمريكي، لتشكل رسالة قوة من الرئيس المصري أننا “ليس لدينا ما نخفيه، أو أن هناك ما يتم به الضغط علينا في كل الملفات”.

هذا لا يعني فساد العلاقات بين البلدين، وهو ما أوضحه الرئيس المصري بالقول خلال اللقاء إن علاقة بلاده بالولايات المتحدة “قوية واستراتيجية ولم تتغير منذ 40 عاما، ولدينا مقاربة شاملة لكل القضايا، ومواقف مصر المبدئية واضحة وثابتة”.

كعادة الرئيس الأمريكي يإطلاق الكلمات الودية والمزحات في لقاءاته الرسمية أو غير الرسمية مع الرؤساء والمقربين، وهو ما حدث خلال لقائه الرئيس المصري، وبدا في رد الفعل عندما ضجت القاعة التي شهدت لقاء الرئيسين بالضحك يرافقها ضحك الرئيس السيسي عقب مزحة بايدن.

وفي مزحته أو كلمته الودية، قال بايدن موجها حديثه للسيسي “إن مصر سُميت لوقت طويل بأم الدنيا، وهو يليق بمصر، وهي أكثر مكان لانعقاد قمة المناخ كوب 27”.

وتابع: اليوم لدينا الكثير من القضايا التي سنتحدث بشأنها وسوف نستمر في حوارنا بشأن قضية حقوق الإنسان، ومن الصعب أن نصدق أنه مرت 100 عام على علاقات ثنائية بين مصر وأمريكا، وأتمنى مع نهاية هذه الزيارة أن تكون علاقاتنا أقوى ونكون أقرب من بعضنا بعضا.

وفي سبتمبر الماضي، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن مصر شريك إستراتيجي للولايات المتحدة، وإن واشنطن تتعاون معها في مجموعة من المصالح، لكنها أشارت إلى أنها تطرح أمام المسؤولين المصريين ما وصفته بالقلق العميق بشأن قضايا حقوق الإنسان.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقبل إقرأ أكثر